هـل يـدخـل حـزب الله بـالـحـرب الـشـامـلـة.. بـاعـتـبـارهـا "فـرصـة تـاريـخـيـة"؟

عاجل

الفئة

shadow

مـنـيـر الـربـيـع - الـمـدن

هل يدخل لبنان وحزب الله تحديداً على خطّ معركة "طوفان الأقصى"؟ إنه السؤال الأكثر تداولاً والذي لا إجابة واضحة بشأنه. 

لكن الأكيد أن مسار المعارك في غزّة هو الذي سيحدد الوجهة. منذ التقدّم الذي أحرزته حركة حماس، كان حزب الله في حالة استنفار سياسية، إعلامية وعسكرية. 

أصدر بداية بيانه، الذي شدد فيه على متابعة ومواكبة ما يجري وأنه على اتصال دائم مع حماس. 

صباح يوم الأحد أوصل حزب الله رسالة جديدة من خلال القذائف الصاروخية التي أطلقت باتجاه مواقع اسرائيلية. 

الرسالة كانت مدروسة، استهداف مواقع عسكرية في منطقة "مفتوحة" وفق معايير الحزب، أي في مزارع شبعا المحتلة والتي يطالب بها لبنان.

"فـرصـة تـاريـخـيـة"؟

تعني هذه العملية أن الحزب لا يزال حتى حدوثها ملتزماً بقواعد الإشتباك، ومعادلة ضربة مقابل ضربة في "المناطق المفتوحة". 

وبالتالي الردّ الإسرائيلي يفترض أن يكون ملتزماً بنفس القواعد وقد ثبت حزب الله تلك القواعد في الردّ على قصف الخيمة التي كان قد نصبها قبل أشهر وطالب الإسرائيليون بإزالتها، فبعد قصفها عمل الحزب على إعادة تشييد خيمة ثانية بدلاً منها. 

لكن ذلك لا يلغي احتمالات كثيرة، من بينها أن يلجأ الإسرائيليون في لحظة جنون إلى تصعيدهم العسكري ضد لبنان من خارج قواعد الاشتباك، أو من خلال تنفيذ أي عملية اغتيال. فهذه قد تؤدي إلى اشتعال الجبهة.

في المقابل، قد يجد حزب الله في ما يجري فرصة تاريخية، ولا بد له أن ينقض عليها ولا يضيعها، في إطار ترجمة معادلة وحدة الساحات، وإن كان ثمن ذلك على لبنان غالياً وقاسياً. 

فهذه لحظة تاريخية للاشتراك في هذا العمل الكبير، وفرض شروط وتنازلات على اسرائيل لم يكن أحد من قبل قادراً على تحصيلها. 

خصوصاً أنه من وجهة نظر الحزب، فإن إسرائيل في أضعف ظروفها وأوقاتها. لا بد من متابعة مسار المعركة، وما سيقرره الإسرائيليون بشأن غزة. 

فالدخول في حرب برية واسعة، حتماً ستبقي الجبهة اللبنانية غير مستقرة، وسترسل الكثير من الرسائل العسكرية والصاروخية، للإشارة إلى جهوزية الحزب الكاملة للانخراط في الحرب. 

لا سيما أن العملية التي أطلقتها حماس لا يمكن فصلها عن سياقها الإقليمي. فمثل هكذا قرار لا بد أن يكون متخذاً على مستوى محور المقاومة ككل. 

وهنا لا بد من استذكار اجتماعات أمين عام حزب الله مع قيادات الجهاد الإسلامي وحماس مؤخراً. 

كما أن العملية مشابهة للكثير من العمليات التي قام بها الحزب سابقاً، باستخدام مجموعات بشرية مقاتلة تنخرط في المعارك. 

وقد استخدم ذلك في المعركة التي يطلق عليها الحزب اسم "بدر الكبرى" مثلاً، وإيران استخدمت مثل هذه التكتيكات العسكرية في حربها مع العراق.

وحـدة الـسـاحـات!

عملياً، تتأرجح المنطقة ما بين الحرب الشاملة، أو الحرب المحصورة بين إسرائيل وحماس، مع بعض الدعم والإسناد من قوى في محور المقاومة. والغاية تأمين انتصار عسكري ومعنوي وسياسي لحماس وما تمثله.

في مقابل كسر هيبة إسرائيل وهزيمتها، وضرب معادلة أن الاتفاقات مع اسرائيل من شأنها أن توفر الحلول والاستقرار للمنطقة. 

وبالتالي، فإن رفض نتنياهو الخضوع لمبدأ وقف إطلاق النار، سيعرضه للمزيد من الضربات المتعددة الاتجاهات. 

وهذا سيفتح المجال أمام إطلاق المزيد من الصواريخ من جنوب لبنان في إطار الضغط عليه.

ففي اليومين الأولين، واجه الاسرائيليون صعوبة في السيطرة على الوضع في غلاف غزّة، فيما استمرت حماس في قدرتها على تنفيذ عمليات ومناوشات خارج القطاع وداخل المستوطنات. 

أما النقطة الثالثة والأهم، فهي عدد الأسرى الكبير في يد حماس، وتنوّع المأسورين، فمن بينهم جنود وآخرون متطوعون وسكان في المستوطنات.

استراتيجياً لا يمكن إغفال معادلة توحيد الساحات، والذي لا يقتصر على لبنان أو جنوب سوريا، إنما يمكن إطلاق صواريخ من اليمن مثلاً. 

ودور وحدة الساحات سيكون تأمين انتصار ومكاسب سياسية لمحور المقاومة، من خلال دفع الإسرائيليين للتفاوض مع حركة حماس. 

أما على المدى الأوسع، فتلك الاستراتيجية من شأنها تعزيز وضعية "محور المقاومة" بقيادة إيران في المنطقة

الناشر

Mirian Mina
Mirian Mina

shadow

أخبار ذات صلة